المكتبة الشاملة الحديثة النهائية لتلاوات الشيخ أبو العنين شعيشع رحمه الله نسخ أصلية (محدثة 2024)

0

المكتبة الشاملة الحديثة النهائية لتلاوات الشيخ أبو العنين شعيشع رحمه الله نسخ أصلية (محدثة 2023)


بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على خير الخلق أجمعين محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين 


، وبعد ،


أقدم لحضراتكم حصرياً ولأول مرة

المكتبة الشاملة الحديثة النهائية لتلاوات الشيخ أبو العنين شعيشع رحمه الله نسخ أصلية (محدثة 2023)


بفضل الله وتوفيقه تم رفع واحدة من أندر المكتبات على الإطلاق لآخر جديد ظهر حديثًا لواحد من أعظم عباقرة التلاوة المُتميّزين صاحب المدرسة والأداء المتفردين ذو الصوت الشَّجِيّ الكروان.

ونحب أولاً قبل البدء في عرض الموضوع أن نتوجه بكل الشكر والتقدير لكل من كان سببًا في نشر أي تلاوات منها ، كما ينبغي ألا ننسى بالطبع أن نتوجه بالشكر بخاصة للأستاذ محمد الهادي على مجهوده الطيب العظيم في حفظ تراث مشايخنا القُدامى ، والحقيقة كانت مكتبته أكبر معاون لي على جمع وتوثيق تراثه فلذلك أعتمدت على مكتبته التي نشرها سابقًا بشكل كبير وعلى مصادر أخرى أيضًا مع إضافة ماظهر حديثًا.


السيرة العطـــرة
ولادته :

كانت قرية (بيلا) في محافظة كفر الشيخ في ليلة الثاني عشر من أغسطس من عام 1922م على موعد مع بزوغ نجم ينير سماء تلك القرية البعيدة وذلك بمولد طفل كتب الله له يكون له شأن فكانت ولادة أبو العينين شعيشع في تلك الليلة وهو الأبن الثاني عشر لآسرة كبيرة العدد متوسطة الدخل، لم يعلم الوالد أن الرزق سيتدفق على هذه الأسرة بسبب قدوم هذا الوليد فكان الختام مسكا ..
يتحدث الشيخ أبوالعينين شعيشع عن ولادته : (( كانت ولادتي غير مرغوب فيها لأنني كنت الأبن الثاني عشر ووالدتي كانت تفعل المستحيل للتخلص مني ولكني تشبثت بها حتى وضعتني .. وذلك لحكمة يعلمها الله حيث كنت فيما بعد مسؤولاً وسبباً في إطعام كل هذه الأفواه في ذلك الحين ))
رحل الوالد الى بارئه ، قبل أن يطمئن على مستقبل أبنائه ، وتركهم صغارا في مراحل مختلفة تحتاج إلى ولي أمر يتولى المسئولية كاملة. ، وكان (أبو العينين) في التاسعة من عمره، فتولت أمُّه رعايتَه والاهتمام به ، و ألحقته بالمعهد الابتدائى بالقرية المسمّى (معين) على اسم ناظره آنذاك ، و بعد ذلك ترك الدراسة النظامية وتوجه لحفظ القرآن الكريم بكُتَّاب القرية بناءً على رغبة بعض أقارب أمه وتشجيعهم له لما لاحظوا في من صوت جميل فحفظ القرآن الكريم خلال سنتين على يد الشيخ ( يوسف شتا ) و كان عمره أربعة عشر عاماً .


الطفولة والنشأة :

التحق الطفل المولود بالكتّاب (( ببيلا )) وهو في سن السادسة ، وحفظ القرآن قبل سن العاشرة . ألحقته والدته بالمدرسة الإبتدائية لكي يحصل على شهادة كبقية المتعلمين من أبناء القرية ولكن الموهبة تغلبت على رغبة الوالدة، فكان يخرج من المدرسة ويحمل المصحف إلى الكتّاب , ولكنه كان حريصا على متابعة مشاهير القراء فكان يقلدهم.


يتحدث الشيخ عن تلك المرحلة: ( اني كنت اجلس تحت دكة القاريء الذي يقرأ القرآن وانا بعمر 6 سنوات وكنت انام ويحملوني الى البيت) ساعده على ذلك جمال صوته وقوته ورقة قلبه ومشاعره , وحبه الجارف لكتاب الله وكلماته فشجعه ذلك وساعده على القراءة بالمدرسة أمام المدرسين والتلاميذ كل صباح , وخاصة في المناسبات الدينية والرسمية التي يحضرها ضيوف أو مسئولون من مديرية التربية والتعليم فنال إعجاب وإحترام كل من يستمع إليه. وكان ناظر المدرسة أول الفخورين به، و بنبوغه القرآني , ولاحظ الناظر أن هذا الطفل يعتز بنفسه كثيراً ويتصرف وكأنه رجل كبير , ولا تظهر عليه ميول اللهو واللعب والمزاح كغيره من أبناء جيله , فاشار على والدته بأن تذهب به إلى أحد علماء القراءات والتجويد لعل ذلك يأتي بالخير والنعمة التي يتمناها كل أب لأبنه وكل أم لأبنها.


وحينما كان الشيخ طالبا بمدرسة المنصورة الثانوية حكم عليه جميع أساتذته بأنه لا يصلح لشئ، وذلك لعدم التزامه في الدراسة بسبب سهراته في الليالي التي يحييها القراء والمنشدون .
كان الشيخ أبو العينين يخرج إلى الشارع باحثا عن ليالي القراء ويحوم حول المنشدين ويطرب كلما سمع أن أحداً من كبار القراء سيسهر في ليالي المنصورة، وكان شقيقه الشيخ أحمد شعيشع من مشاهير القراء في المنصورة فكانت فرصة طيبة لشعيشع أن يذهب معه كل مساء ليقابل مع أخيه القراء ويستمع لهم .


البداية ونقطة التحــول عام 1936م :

وفي عام 1936م دخل الشيخ أبو العينين دائرة الضوء والشهرة من أوسع أبوابه عندما أرسل إليه مدير (مديرية الدقهلية) يدعوه لافتتاح حفل ذكرى الشهداء بمدينة المنصورة وذلك عن طريق أحد كبار الموظفين من (( بيلا )) والذي قال لمدير (مديرية الدقهلية) آنذاك : ( فيه ولد عندنا في (( بيلا )) يضارع كبار القراء وفلته من فلتات الزمن وبيلبس بدلة وطربوش ومفيش بعده كده حلاوة) وفعلا ذهب الصبي الموهوب إلى المنصورة، وعن هذه الحادثة الاولى في حياته يتحدث الشيخ: "وكانت المفاجأة التي لم أتوقعها في حياتي وجدت الآف مؤلفة من الحضور في مكان الإحتفال فقلت : معقول أقرأ أمام هذا الجمع ؟ ! كان سني وقتها 14 سنة وخفت وزاد من هيبتي للموقف أنني رأيت التلاميذ في مثل سني يتغامزون ويتلامزون لأنني في نظرهم ما زلت طفلاً فكيف أستطيع أن أقرأ وهو حفل لتكريم الشهداء . 


وقرأت الافتتاح والختام وفوجئت باصوات الاستحسان تعلو ودهشت من التكبيروالتهليل تشق عنان السماء ، و وجدت الطلبة الذين استهزؤا بي لصغر سني ، يلتفون حولي يحملونني على الأعناق يقدمون لي عبارات الثناء . فلم أستطع السيطرة على دموعي التي تدفقت قطرة دمع للفرحة تدفعها أخرى لأن والدي مات ولم يرني في مثل هذا الموقف ، وتوالت الدموع دمعة الحزن تدفع دمعة الفرح وهكذا حتى جف الدمع لكي أبدأ رحلة على طريق الأمل والكفاح الشريف متسلحاً بسيف الحياء والرجاء آملاً في كرم الكريم الذي لا يرد من لجأ إليه .


هذا الموقف كان نقطة تحول في حياة طفل الرابعة عشرة ونقله من مرحلة الطفولة إلى مرحلة النضوج والمسئولية الكبرى التي من خلالها سيواجه عمالقة كان يطير فرحاً عندما يستمع إليهم في السهرات والآن أوشك أن يكون واحداً منهم لأنه اصبح حديث الناس. وبعدها حدثت حالة وفاة تهم أحد أبناء بلدته بيلا وكان المتوفى هوزوج بنت الشيخ الخضري شيخ الجامع الأزهر آنذاك فأشار أحد علماء بيلا على الشيخ أن يذهب معه إلى القاهرة ليقرأ في هذا العزاء الذي أقيم بحدائق القبة . وجاء دوره وقرأ وكان موفقاً فازدحم السرادق بالمارة في الشوارع المؤدية إلى الميدان وتساءل الجميع من صاحب هذا الصوت الجميل ؟! وبعد أكثر من ساعة صدّق الشيخ أبوالعينين ليجد نفسه وسط جبل بشري تكوّم أمامه لرؤيته ومصافحته إعجاباً بتلاوته وبعد هدوء عاصفة الحب جاءه شيخ جليل وقبّله وهو الشيخ عبد الله عفيفي رحمه الله وقال له: لا بد أن تتقدم للإذاعة لأنك لا تقل عن قرائها بل سيكون لك مستقبل عظيم بإذن الله . وكان الشيخ عبدالله عفيفي وقتها إماماً بالقصر الملكي وله علاقات طيبة بالمسئولين .


التحاقه بالإذاعة المصرية عام 1939م :

الشيخ ابوالعينين شعيشع هو أصغر قاريء دخل الأذاعة المصرية وهو مازال في السابعة عشر من عمره ، يقول الشيخ أبوالعينين شعيشع :
(ولما طلب مني المرحوم الشيخ عبد الله عفيفي أن اذهب معه إلى مدير الإذاعة لم أتردد احتراما لرغبته لأننا أيامها لم يحدث أننا حرصنا على الإلتحاق بالإذاعة , لأن القارىء زمان كان نجماَ بجمهوره ومستمعيه وحسن أدائه وقوة شخصيته وجمال صوته وكنا مشغولين بشيء واحد وهو كيف يقرأ الواحد منا بجوار زميله ويستطيع أن يؤدي بقوة لمدة طويلة قد تصل إلى أكثر من ساعتين متواصلتين من غير أن يدخل الملل في نفس المستمع ، لأننا كنا نحترم المستمع والجمهور ، كما لو أننا نقرأ أمام الكعبة أو بالروضة الشريفة وكان القارىء منا عندما يستمع إلى أصحاب الفضيلة بالراديو أمثال الشيخ رفعت والشيخ الصيفي والشيخ علي محمود والشعشاعي , كان يسعد سعادة لا حدود لها ، ويحلم بأن يكون مثلهم وعلى قدر التزامهم بأحكام وفن التلاوة . وكان هذا هو الهدف وقابلت الشيخ عفيفي رحمه الله بمكتب سعيد باشا لطفي مدير الإذاعة وحدد لي موعداً للإختبار. وجئت حسب الموعد ودخلت الاستوديو.


وكانت اللجنة مكونة من :

- المرحوم الشيخ مأمون الشناوي
- المرحوم الشيخ المغربي.

- الشيخ إبراهيم مصطفى عميد دار العلوم وقتها
- الشيخ أحمد شربت.

- الإذاعي الكبير الأستاذ علي خليل.

- الأستاذ مصطفى رضا عميد معهد الموسيقى آنذاك.


وكنا أكثر من قارىء وكانت اللجنة تجعل لكل قارىء خمس دقائق وفوجئت بأنني قرأت لأكثر من نصف ساعة دون إعطائي إشارة لأختم التلاوة فكنت أنظر إلى وجوههم لأرى التعبيرات عليها لأطمئن نفسي . وكان للإذاعة مديران مدير إنجليزي والآخر مصري. ورأيت علامات الإعجاب على وجه المدير الإنجليزي مستر فرجسون الذي جاء ليسمعني بناء على رغبة أحد المعجبين بتلاوتي من المسئولين . وبعد عدة أيام جاءني خطاب اعتمادي قارئاً بالإذاعة وموعد أول قراءة لي على الهواء وكنا نقرأ ونؤذن على الهواء وبدأت شهرتي تعم الأقطار العربية والأجنبية عن طريق الإذاعة التي التحقت بها عام 1939م. وتحقق ما كنت أتمناه والحلم الذي يراودني نائماً ويقظاناً منذ أن كنت طفلاً في الكتاب ومن المفارقات العجيبة أنني كنت زميلاً للمرحوم الدكتور عبدالرحمن النجار وكيل وزارة الأوقاف السابق وكان يتمنى أن يكون عالماً ونحن في الكتاب وكنت أتمنى أن أكون قارئاً بالإذاعة لي نفس شهرة المرحوم الشيخ رفعت والمرحوم الشيخ الشعشاعي رحمهما الله .


إذاعة الشرق الأدنى عام 1940م :

يقول الشيخ أبوالعينين شعيشع : بعد إلتحاقي بالإذاعة تدفقت علي الدعوات من الدول العربية الإسلامية ، لإحياء ليالي شهر رمضان بها ووجهت لي دعوة من فلسطين ، لأكون قارائاً بإذاعة الشرق الأدنى , والتي كان مقرها (( يافا )) وذلك لمدة 6 شهور والإتفاق كان عن طريق المدير الإنجليزي للإذاعة المصرية ، وقبل السفر قالوا يجب أن يسافر مع الشيخ مذيع ليقدمه هناك ، فاستشار مدير إذاعة الشرق الأدنى الدكتور طه حسين في المذيع الذي سيسافر معي فاختار الدكتور طه حسين لهم أحد الإخوة المسيحين وكان اسمه الأستاذ سامي داود لأنه كان مقرباً جداً من الدكتور طه حسين. 


وسافرنا عام 1940م وبدأت القراءة كل يوم أفتتح إذاعة الشرق الأدنى وأختتم إرسالها بتلاوة القرآن وأنتقل كل يوم جمعة من (( يافا )) إلى القدس لأتلو السورة (( قرآن الجمعة )) بالمسجد الأقصى . ولأنني كنت صغيراً (( 18 سنة )) كنت مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بأسرتي نظراً لحبي لأمي وإخوتي حباً لا يوصف وحبهم لي كذلك ، لأنني كنت العائل لهم بعد رحيل والدي رحمه الله ، ولذلك لم أحتمل الغربة أكثر من شهر وفكرت في العودة إلى الوطن الغالي الذي به أغلى ما في الوجود – أمي وإخوتي – ولكن وثيقة السفر مع المسئولين عن الإذاعة بفلسطين فاستأذنت من رئيس الإذاعة في أن أسافر إلى القاهرة لأرى أهلي فوعدني أكثر من مرة ولم يوف بوعده فحزنت حزناً شديداً ، وكان لي صديق من يافا اسمه يوسف بك باميه فقال لي سوف أتدخل لأساعدك على السفر وصدق في وعده وأحضر لي الوثيقة ومعها تذكرة قطار من محطة اللد إلى القاهرة ولم يشعر أحداً بهذا ووصلت إلى القاهرة وكنا مقيمين بشقة بحي العباسية ودخلت على والدتي والأسرة وجلست بين أحضان الحبايب وفتحت الراديو على إذاعة الشرق الأدنى فسمعت المفاجأة المذيع يقول سوف نستمع بعد قليل إلى الشيخ أبوالعينين شعيشع أيها السادة بعد لحظات سنستمع إلى الشيخ أبو العينين شعيشع وما تيسر من القرآن الكريم . 


قالها المذيع أكثر من مرة وبعدها قال لعل المانع خير ثم قال المذيع ربما يكون قد حدث للشيخ حادث تسبب في تأخره. كل هذا يحدث وأنا أضحك. ولكن قلبي يدق وعقلي يفكر بصورة سريعة جداً , لأنها مسئولية وتعقاد بيني وبين إذاعة الشرق الأدنى . 


ولكن بعد أسبوع طرق الباب طارق ففتحنا له وكانت المفاجأة أن الطارق هو المدير الإنجليزي لإذاعة الشرق الأدنى وجلس الرجل وقال لي معاتباً : أنت سافرت بدون إذننا فجأة خوفاً من عدم موافقتنا لك على العودة إلى القاهرة لترى أهلك ؟ قلت له : نعم قال : لا إننا لم ولن نحرم رجلاً مثلك من الإطمئنان على إخوته ووالدته خوفاً من عقاب الله لأنك تحفظ القرآن وتتلوه ،

وبدبلوماسية قال لي مدير إذاعة الشرق الأدنى : يا شيخ ممكن نأكل عندكم (( ملوخية )) ؟ قلت له ممكن طبعاً وطبخت والدتي الملوخية وأكلنا أنا والرجل الذي أراد أن يجعل شيئاً من الود بيني وبينه وهذا ما كان يقصده من الغذاء البسيط معي في بيتنا وبعدها رجعت إلى فلسطين بصحبة المدير الإنجليزي لإذاعة الشرق الأدنى وأكملت مدة العقد هناك. بعدها عدت إلى القاهرة لأقرأ القرآن مع نوابغ القراء كالشيخ رفعت والشيخ محمد سلامه والشيخ علي محمود والشيخ مصطفى إسماعيل وغيرهم.


وحدث في عام 1948 م أن نقلت إذاعة الشرق الأدني إلى قبرص وطلبوا الشيخ شعيشع . فاتصل به المرحوم السيد بدير وقال له : ( ياعم أبوالعينين بدأنا نعمل تسجيلات لإذاعة الشرق الأدنى واتصلوا بي كي تسجل لهم في قبرص , وعملي معهم مرتبط بموافقتك على هذه التسجيلات ) فوافق الشيخ على الفور .
و كان العمل في إذاعة الشرق الأدنى من أسباب شهرته و ذيوع صيته فى العالم الإسلامى و الأوروبى ، و فى هذه الأثناء طلبت منه إذاعة ( لندن ) أن يسافر للعمل بها فرفض الشيخ و أرسل لهم تسجيلات بصوته فكانت تذيع صوته ثلاث مرات يومياً .


إحياء مأتم الملكة (( عالية )) بالعراق 1950 – وأسفاره الأخــرى :

يقول الشيخ أبوالعينين شعيشع : ثم جاءتني دعوة عاجلة من السفير العراقي بالقاهرة لإحياء مأتم ( الملكة عالية سنة 1950م )) ملكة العراق، بناء على رغبة من القصر الملكي الذي أرسل إلى السفارة بطلب القارىء الشيخ أبوالعينين شعيشع والقارىء الشيخ مصطفى إسماعيل فوافقت وبحثت عن الشيخ مصطفى كثيراً فلم أجده . والوقت لا يسمح بالتأخير فاتصلت بالسفير العراقي وأخبرته بصعوبة الحصول على الشيخ مصطفى اليوم ، فقال السفير إختر قارئاً من القراء الكبار معك ، فاخترت المرحوم الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي وعلى الرغم من أن العلاقة كانت مقطوعة بيننا وبينهم لكن السيد فؤاد سراج الدين وزير الداخلية آنذاك سهل لنا الإجراءات وأنهينا إجراءات السفر بسرعة ووصلنا مطار بغداد وإذا بمفاجأة لم تنوقعها ، إستقبال رسمي لنا بالمطار كاستقبال المعزين من الملوك والرؤساء ولكن المفاجأة أصبحت مفاجأتين قالوا: وين الشيخ مصطفى ؟ وين الشيخ مصطفى ؟ فقلت لهم : إنه غير موجود بالقاهرة ولم نعرف مكانه. والوقت كان ضيقا فأحضرت معي فضيلة الشيخ عبدالفتاح الشعشاعي وهو أستاذنا ومن مشاهير قراء مصر وشيخ القراء وفوجئت بأن وجه الشيخ عبد الفتاح تغير تماماً وظهرت عليه علامات الغضب لأنه كان يعتز بنفسه جداً وقال : لو كنت قلت لي ونحن بالقاهرة إنني لست مطلوبًا بالإسم من القصر ما كنت وافقت أبدًا ولكنني الآن سأعود إلى القاهرة كل هذا في مطار بغداد .

وأصر الشيخ عبد الفتاح على العودة إلى مصر وبمساعدة المسئولين العراقيين ، إستطعنا أن نثني الشيخ الشعشاعي عن قراره الصعب وخرجنا من المطار وسط جمهور محتشد لاستقبالنا لا حصر له ونزلنا بأكبر فنادق بغداد واسترحنا بعض الوقت وتوجهنا بعد ذلك إلى القصر الملكي حيث العزاء .وكانت الليلة الأولى على مستوى الملوك والرؤساء والأمراء والثانية على مستوى كبار رجال الدولة والضيوف والثالثة على المستوى الشعبي ووفقنا في الليلة الأولى ولكن أثر الموقف مازال عالقاً بكيان الشيخ الشعشاعي فلما رجعنا إلى مقر الإقامة بالفندق قال لي الشيخ عبدالفتاح أنا انتظرت الليلة علشان خاطرك وباكراً سأتجه إلى القاهرة فحاولت أن أقنعه ولكنه كان مصراً إصراراً لم أره على أحد من قبل فقلت له : نم يا شيخنا وفي الصباح تسافر أو كما تحب ، وقضيت الليل في التفكير كيف أثني الشيخ الشعشاعي عن قراره ، وجاءتني فكرة وذهبت إليه في الجناح المقيم به بالفندق وقلت له : هل يرضيك أن يقال عنك إنك ذهبت إلى العراق لإحياء مأتم الملكة ورجعت لأنك لم توفق في القراءة وإنك لم تعجب العراقيين ؟ فسكت لحظات ونظر إلي وربت على كتفي بحنان الأبوة وسماحة أهل القرآن وقال لي : يا (( أبوالعينين )) كيف يصدر هذا التفكير منك رغم حداثة سنك وأنا أكبرك سناً ولم أفكر مثل تفكيرك ؟!! ، ووافق على البقاء لإستكمال العزاء ومدة الدعوة التي كان مقررا لها سبعة أيام وقرأ في المساء قراءة وكأنه في الجنة وتجلى عليه ربنا وكان موفقاً توفيقاً لا حدود له ، وعاد إلى الفندق في حالة نفسية ممتازة وفي نهاية الأسبوع حصلنا على وسام الرافدين وبعض الهدايا التذكارية وودعنا المسئولون بالبلاط الملكي العراقي ، كما استقبلونا رسميًا وعُدنا بسلامة الله إلى مصرنا الغالية.


وفي أواخر عام 1955م توفيت الأميرة جليلة (خالة الملك فيصل الثاني) فتم توجيه الدعوة الى الشيخ ابوالعينين شعيشع بمعية الشيخ عبدالفتاح الشعشاعي والشيخ عبدالباسط عبد الصمد لإحياء عزاء الأميرة وتمت تلبية الدعوة في شهر مانون الثاني من عام 1956م وأحيوا حفلات قرأنية كانت من روائع الدهر ، وبعد هذه الزيارة للعراق توجه الوفد من قراء القرآن الكريم الى سوريا و توجد صورة توثق هذه الزيارة حيث يظهر فيها القراء بجانب الرئيس السوري شكري القوتلي


سافر الشيخ أبوالعينين شعيشع إلى معظم دول العالم وقرأ بأكبر وأشهر المساجد في العالم، ومنها المسجد الحرام بمكة والمسجد النبوي بالمدينة المنورة والمسجد الأقصى بفلسطين والأموي بسوريا ومسجد المركز الإسلامي بلندن , وأسلم عدد غير قليل تأثراً بتلاوته ولم يترك دولة عربية ولا إسلامية إلا وقرأ بها أكثر من عشرات المرات على مدى مشوار يزيد على ستين عاما قارئاً بالإذاعة .
يقول الشيخ أبو العينين : وسافرت بعد العراق إلى سوريا واليمن والسعودية والمغرب والجزائر وتونس وفلسطين والسودان وتركيا وإمريكا وانجلترا وفرنسا ويوغسلافيا وموسكو وهولندا وإسبانيا وإيطاليا ومعظم دول شرق آسيا وكثير من الدول التي يطول ذكرها ، وقام بأحياء ليالي رمضان في أبو ظبي بدعوة من الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الامارات لمدة عشر سنوات متتالية ، كان يصاحبه في بعض السنوات فضيلة الشيخ عبدالباسط عبدالصمد.


مشواره القرآني وإنجازاته

وفي بداية الخمسينات كان الشيخ أبوالعينين أول من سجل القرآن الكريم على اسطوانات ، وكان قبل عصر التسجيلات يقيم في رمضان بالإذاعة ليؤذن لصلاة الظهر والعصر ،  وعند المغرب يؤذن للصلاة , ثم يتناول قليلا من التمر ،  حتى يحين موعد أذان العشاء فيؤذن للصلاة ثم يتوجه إلى منزله لتناول إفطاره.
قصة تلاوتي آل عمران والقصص من مسجد سيدنا الأمام الحسين
تحدث الشيخ عن تلاواته في مسجد الامام الحسين ، حيث ذكر: (أنه كان لايميل كثيرا للتلاوة في الحفلات العامة وذلك لحبه للهدوء والتمعن بكلام الله ، ولكن ذكر له احدهم (أنه رأي رؤيا وقال له : إن سيدنا الحسين زعلان منك أنت مبتروحش لية ؟؟) وكانت الإذاعة تدعوني فأرفض ، ولكن هذه المرة قلت له : "طالما الأمر كذلك لابد لي من القراءة ومش عايز سيدنا يزعل" فذهبت إلى مولد سيدنا الحسين لأكثر من مرة وقرأ الحفلتين من سورة آل عمران (إن الله اصطفى آدم) وكذلك تلاوة القصص. وبالفعل كانت من أشهر تلاواته وأعظمهما انتشارًا وابداعًا وهذا فتحًا ربانيًا ومن حسن التوفيق وشمول البركة.


مسؤولياته الرسمية:

عين قارئاً لمسجد عمر مكرم سنة 1969م ، ثم لمسجد السيدة زينب منذ 1992 م.

• ناضل الشيخ في السبعينيات لإنشاء نقابة القراء مع كبار القراء وقتئذ مثل الشيخ محمود على البنا والشيخ عبد الباسط عبد الصمد إنتُخبَ نقيباً لها سنة 1988م.

• عُيِّن عضوًا بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية.

• عميدًا للمعهد الدولي لتحفيظ القرآن الكريم.

• عضوًا للجنة اختبار القراء بالإذاعة والتليفزيون.

• عضوًا باللجنة العليا للقرآن الكريم بوزارة الأوقاف.

• عضوًا بلجنة عمارة المسجد بالقاهرة.


الأوسمة

حصل على عدة أوسمة ونياشين وشهادات تقدير وهدايا متنوعة الشكل والحجم والخامة والمضمون وكلها تحمل معاني الإعتزاز والتقدير والاعتراف بقدر هذا الرجل وتاريخه الحافل . يقول الشيخ أبوالعينين :  "حصلت على وسام الرافدين من العراق ووسام الأرز من لبنان ووسام الإستحقاق من سوريا وفلسطين وأوسمة من تركيا والصومال وباكستان والإمارات وبعض الدول الإسلامية".


وخلال زيارته إلى تركيا في إحدى السنوات ، دق جرس التليفون في منتصف الليل في الفندق الذي يقيم فيه بأنقره وكان المتحدث سفير مصر بتركيا في ذلك الوقت محمد عبدالعزيز عيسي نجل العالم الجليل الشيخ عبد العزيز عيسي وزير الاوقاف الأسبق وأخبره بأن د. محمد على محجوب وزير الاوقاف يدعوه للحضور إلى مصر قبل احتفال ليلة القدر ليتسلم الوسام الذي منحه إياه الرئيس حسني مبارك , ولبي الشيخ شعيشع الدعوة شاكرًا . وعندما صعد إلى المنصة لتسلم الوسام - وسام الامتياز من الدرجة الولي - استفسر الرئيس عن أحواله وهنأة فقال الشيخ أبوالعينين شعيشع : "لقد رددت لي اعتباري ورددت إلى كرامتي بل رددت إلى نفسي".


وفاته

توفى الشيخ أبو العينين شعيشع في 23 يونيو عام 2011م عن عمر يناهز 89 عامًا بعد أن ترك إرثًا ضخمًا من التسجيلات القرآنية الخالدة و تلاوات رائعة لكتاب الله العظيم أتحفت العالم الإسلامي شاهدة على عطائه إلى أن يشاء الله.

...........................................

اترككم مع تراثه الطيب في حُلَّةٍ جديدة تليق بما قَدَّمَه.
لم أحب أن أشغلكم كثيرًا بمصادر هذه التلاوات ؛ فلذلك نَحَّيتُ جانب المصادر من موضوعي هذا ؛ لأنكم - بالفعل - جربتموني قبل ذلك وخَبرتموني ، ومن خَبَرَ هذا صالحًا لايسأل عن زَلَّاتِه ، والسلام.

وفي هذه المكتبة روعي ما يلي :

1- عدم التكرار.

2- تجنب النسخ الرديئة - ماعدا النسخ ذات الجودة المتوسطة - التي لا تبين ما يتلوه الشيخ من آي الذكر الحكيم.

3- الجودة العالية فكل تلاوة تم فحصها ومقارنتها بأختها من النسخ الأخرى والنظر فيها بعناية شديدة لو كان بها عيب ، ثم العمل على اصلاح هذا العيب.

4- استبدال النسخ القديمة ذات الجودة الضعيفة أو المتوسطة بالنسخ الجديدة ذات الجودة العالية.

ودعونا نبدأ أولاً بعرض نُبذة سريعة عن حياة الشيخ رحمه الله ، وسأكتفي بنقل ما كتبه عنه الأستاذ محمد الهادي في منشوره القديم الذي أعده لمكتبة الشيخ رحمه الله على موقع مزامير آل داود.

.................................


نأتي إلى ركن التحميل


تم تزويد المكتبة بدفعة جديدة من التلاوات النادرة عالية الجودة التي بها نستطيع أن نقول أن المكتبة قد اكتملت إلى أن يظهر بها جديد وقد رأيت مع ازدياد حجمها أن أقوم بتقسيمها إلى جزئين فأرجو من الذين قاموا بتحميل المكتبة القديمة أن يقوموا بحذفها وتحميلها من جديد وعدم الاستقرار هذا ليس بسبب مني وإنما يعود لأسباب أخرى تتعلق بمن ينشرون هذه المواد فأنا أقوم بجمعها لكم وحذف المتكرر منها وعمل تعديل عليها إن تطلب الأمر فقط :

(وأحب أن أتوجه بالشكر لصاحب الفضل في إكمال هذه المكتبة وتزويدها بهذه الدفعة الأكثر من رائعة وهو الأستاذ شريف ابو يوسف
جزاه الله خيرًا)



لتحميل الجزء الأول (التلاوات الإذاعية والخارجية معًا)






لتحميل الجزء الثاني (التلاوات الإذاعية والخارجية معًا)







لتحميل الجزء الثالث من التلاوات الإذاعية فقط (وإن شاء الله سيبقى أي جديد في هذا الجزء في هذا الرابط ولن ننشئ جزءًا جديدًأ)






.............................


طريقة التحميل

1 - حدد كل الملف ب ctrl + a او بالماوس

2 - اضغط على كليك يمين واختر تنزيل

3 - انتظر ثواني على حسب سرعة الانترنت الخاصة بك وسيظهر لك مربع التحميل تلقائي إذا كنت تستخدم برنامج داونلود مانجر

.....................................

تم بفضل الله وتوفيقه تجميع تراث واحد من أبرز أعلام التلاوة

..........................

وانتظروا إن شاء الله المزيد والمزيد من المكتبات النادرة جدًا

حـــــصريا على مدونتكم جامع التراث الديني.


...............................


لا تنسونا من صالح دعائكم

إرسال تعليق

0تعليقات
إرسال تعليق (0)