صيحات الجالسين أمام الشيخ ليست بدعة أو جاهلية بل وراءها سبب يخفى على كثير من الناس

0
صيحات الجالسين أمام الشيخ ليست بدعة أو جاهلية بل وراءها سبب يخفى على كثير من الناس


بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبد الله ، وبعد :

فرأيت أن أنشئ قسماً آخر يهتم بالرد على بعض القضايا المثارة في الفترة الأخيرة حول التلاوة المصرية وما يتعلق بها من وجهة نظر خاصة لا تستند إلا للتأمل والتوسم في هذه الأمور بعمق أكبر مما يفكر فيه الناس بشكل سطحي فهذه مقالة نفتتح بها عدة مقالات ستنشر لاحقاً


.......................


المقالة الأولى


صَيْحَاتُ الجَمَاهِيرَ أثناءَ التِّلَاوَةِ

هَلْ هِيَ بِدْعَةٌ مصريةٌ ؟؟

أم أن لها لَطائِفَ لا يَفْقَهُهَا

إلا الحَاذِقُ ؟؟


بعض الناس يظنون أن صيحات الجالسين أمام القراء هي مجرد صيحات إعجابية بل إن بعضهم يظنون أنها صيحات هوجاء تسبب الإزعاج وتتعارض مع قوله تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (204)} وليس لها فائدة تذكر منها وينادون بإسكات هؤلاء والحق أن كلامهم فيه شيء من الصواب ولكن مما يجهله هؤلاء من فوائد الصيحات أن صيحات الجالسين هي متنفس ذكي للقارئ حتى يستعيد نفسه النافد أو يشرب شيئاً ليكون له عوناً على استكمال القراءة وأيضاً ليعطوه فرصة مراجعة الآية التي سيقرأها بعد الآية التي توقف عندها فكل هذه فوائد فهمها العقل المصري واستشعرتها النفس المصرية الجميلة ، كما أنها تطلق أعظم اسم لله تعالى وهو " الله " الذي بإطلاقه ينسجم الإنسان مع كل المسبحات الموجودة في السموات والأرض من أشجار ذات أوراق وحيتان تسبح في الأعماق وحيوانات ترعى الصبح عند الإشراق وطيور تطير في الآفاق والذي بدوره يصفي جو الدنيا من الأنفاس والمشاحنات والهموم والآفات كما يصفي النفوس من الآهات والهموم والمُلِمَّاتِ فإشاعتها في الكون كله له من الفوائد ما لا يُحْصَى ولا يَعدُّه أرباب الألباب فلا بأس في هذه الصيحات إن كانت تراعي آداب المجلس والمقام وأن يطلقها صاحبها في مواضع القراءة المناسبة لها فلا يطلقها في مواضع العذاب أو عند رواية القرآن لتكذيب الكافرين للقرآن الكريم أو الاستهزاء به فمثل هذه المواضع لا تليق بهذه الكلمة العظيمة حتى لو تفنن القارئ في تلاوتها بصوت حزين بمقام مناسب لها أو بنغمة مناسبة لها يأخذ بالألباب ويراعي أن تخرج بصوت ناعس خافت لا يتعدى حدود الأدب لا على القارئ ولا على مقام القراءة المقدس وهو المسجد.



تنبيه هام :

هذا الكلام كتبته من وجهة نظري الخاصة التي أعملت فيها فكري طويلاً ولم أرجع لكتابتها إلى أي مرجع أو مصدر فهو من وحي خواطري وفكري الخاص.


إرسال تعليق

0تعليقات
إرسال تعليق (0)